لا يوجد كلام يوّفيك..
و لا توجد دموع تكفيك..
الكبيييير جداً في كنيسته و في خدمته
ذو القلب الناري في الغيرة علي توبة و أبديّة أولاده..
ذو القلب الحنون الذي انفطر مع كل ظروف مر بها أي واحد من أولاده..
أبونا الكبير جداااا و أخونا و إبن خالتنا الغالي جدااااا
توأم روح و المرشد و رفيق الكفاح في الخدمة لشقيقي الغالي الذي سبقه للأبديّة *أبونا مرقس مجلّي*و عِوّضنا الوحيد عنه ..
الصديق الأقرب من الأخ لإبن خالته
و لكل واحد منا بصورة شخصية أبوية نشتمها رحيق حبٍ صادق نادر الوجود لكن يعسر أن تترجمها الكلمات..
آه يا أبونا وجع القلب كلمة لا تكفي شعورنا بغيابك ..
هنيئاً لك يابويا و أخويا و ملاذي ، سماءاً بدأتها منذ يوم ولادتك ، و أبديّة و عِشرة سماوية عشتها حتي أنَّ قلبك انفرط من فرط الحنين إليها ..
مبرووووك عليك السماء أبونا و حبيبنا الغالي بعد كل آلامك بالجسد التي تفوق كل وصف ..
واثقين إنك مع أبونا مرقس لن تكفوا لحظة عن الصلاة لكل أولادكم واحد واحد ..
وحشتونا و ها توحشونا و بتشوَّقونا للسماء أكتر حيث فادينا و حبيب نفوسنا الذي يفرح الآن بوجودكم في موكبه مع الأربعة و العشرون قسيساً في هيكله المقدس
التصنيف: الاسرة
يوحنا حبيبنا قد نام.
رحل العمود الثامن لآل بشرى مجلي. نشر أجنحته كالنسر وطار بعيدا محلقاً نحو الشمس… شمس البر التي وهبها حياته وكرس لها عمره. ذهب لأحضان الخالق الحبيب ليستريح من أتعاب طويلة والآم مُرَّة شاء فاديه أن تكون شوكته في الجسد لتكمل قوته الروحية من خلال ضعف جسده. رحل نحو المجد والنعيم والراحة الأبدية في صحبة أمه العذراء البتول التي خدم بيعتها المسماة بالدمشيرية عقوداً طوال عَمَّرها فيها وحولها إلى مصدر اشعاع روحي وبركة. طار بعيداً بعيداً عن أرض الشقاء لينعم بالمجد الأبدي.
كان (هاني) هو الأخ الثامن لنا منذ الطفولة والصبا. كان تآلفه وتناغمه الفكري معنا رائعاً وعبرت محبتنا المتبادلة معه كل الحواجز والجسور فأصبح واحداً منا تجمعنا به محبة فياضة وذكريات عذبة وقفشات ومرح متبادل ظلت ولن تبرح ذاكرتنا على مدى السنين. اندمجت وامتزجت محبته مع ذكائه الحاد وسرعة بديهته وروح الفكاهة الفطرية غير المصطنعة لينتجوا هذا المزيج الفريد الذي جعل كل من عرفه يقع في أسر محبته بلا مقاومة.
كان هاني طبيباً مرموقاً ذكياً ينتظره مستقبل مهني واعد عندما اتخذ بلا تردد قراره.. أن يصبح خادماً للمذبح واهباً حياته كلها لخدمة ربه ومسيحه الحبيب. اختار كنيسة تحسب بين الكنائس الفقيرة التي تخدم شعباً أغلبه من (الناس البسيطة). لم تكن هناك مغريات تجذبه لهذا المكان ولكن شهوة قلبه كانت الخدمة فلم ينظر لأية مكاسب مادية، وساعده في ذلك اقترانه بخادمة رائعة تربت في بيت وهب حياته لخدمة الكنيسة شجعته دوماً وكانت سنداً له ومعيناً نظيره. لم يبخل بجهده ولا صحته التي عانت كثيراً من أجل أن يخدم (من ليس لهم أحد) في بذل وعطاء وصمت متضع. نقل كنيسة العذراء الدمشيرية نقلة رائعة فعمر ورمم مبانيها الأثرية بصورة رائعة، ولكنه في انشغاله بتعمير الجدران لم ينسَ مهمته الأصلية في بناء مذبح صغير للفادي الحبيب في كل أسرة وكل قلب.
ظل (أبونا يوحنا) رغم كل مشاغله جزءاً لا يتجزأ من عائلة بشرى مجلي التي كانت صغيرة ثم اتسعت لتضم العشرات من الزوجات والأزواج ثم الأبناء والأحفاد. كان حاضراً في كل موقف .. في الفرح وفي الحزن ..في المشورة والمعونة. ظل السند والأخ والأب والعم والخال الذي يهرع له الكل ليرتمي في أحضانه الطاهرة التي تغمر الكل بالحب الصافي العذب. تأذى كثيراً من أمراض متنوعة وتجارب صحية قاسية تقبلها بشكر ولم تغب عنه ابتسامة عذبة خبرها وأحبها كل من عرفه وذاق من نبع محبته. لم تتركه روحه البسيطة الحلوة وتذوقه للمداعبات التي طالما غمرناه بها في مناسباتنا العائلية التي لم تكن تحلو إلا بوجوده وسطنا كحزء أصيل لا يتجزأ من حياتنا. مازالت كلماته تدوي في أذني حينما كنا نحاصره بدعاباتنا التي كان يعشقها فيقول لنا (آه… مالي ولكم يا آل بشرى مجلي؟) فنضحك جميعاً مستمتعين بعشرة هذا القلب الصافي الذي لم يعرف غير الحب.
ثم .. ثم دوى البوق… بوق الاختطاف لتلاقي هذه الروح الصافية والقلب العذب الرب في فردوسه حينما طحنه الڤيروس القاسي وأذهب أنفاسه الطاهرة في أيام معدودات. أتى العريس في أسبوع الآلام ليجد نفس خادمه مستعدة مع العذارى الحكيمات اللائي ملأن مصابيحهن من زيت الأعمال الصالحة والحياة الباذلة. فتحت أمه العذراء ذراعيها لتستقبله مع جوقة القديسين. كانت في انتظاره نفوس من سبقوه للمجد الذين لابد وأنهم أنشدوا أناشيد التهليل والنصرة لهذا الراعي الأمين الذي وهب حياته لمذبح الهه فتوجه بأكاليل الغلبة والانتصار. احتضنه (أبونا مرقس) حبيبه بعد أن غاص في أحضان (فلورا) أمه و(الكسندرا) أمه الثانية. نراه محلقاً في مجد أبدي لن ينتهي فتفرح نفوسنا وتحزن في آن واحد إذ تذكر كيف ستفتقد عمود آل بشرى مجلي الثامن الذي رحل بلا وداع.
#حضن_كبير
كل اللي يعرف أبونا كان عارف انه بيحب يحضن ولاده في أي مناسبة . في ليلة العيد لازم يحضن كل شماس ويعيد عليه و اول ما يشوفك في أي وقت لازم يحضنك. حضن تحس فيه الأبوة و الاحتواء و الدفء مش مجرد حاجة روتينية . هو كان عارف ان ناس كتير مفتقدة الحضن دة في حياتها عشان كدة كان على طول مبتسم و فاتح دراعاته للكل.
+ #الخال_والد
ابونا كان خالي بالجسد و هو فعلاً كان اكتر من والد . لما رحت القاهرة انا و اخواتي علشان الجامعة كان دايماً بيسأل علينا و يطمن و يستحمل دوشتنا. كنت كل ما ازوره ارجع محمل بكتب كتير من مكتبته الشخصية اللي كونت تفكيري في الوقت دة . كمان هو اللي جوزني و منساش انه خلاني البس البرنس المميز بتاعه ( الاحمر في ذهبي ) في الاكليل و كان لازم كل سنة في عيد جوازنا يكلمنا و يطمن علينا . و في اي وقت احتاجه في مشورة الاقيه.
+#ساعة_مع_الرب_يسوع
لما كنت صغير و بنزور ابونا كان فجأة تلاقيه دخل اوضته و اختفى شوية و بعدين يطلع وشه منور كدة و عرفت بعد كدة ان ده وقت خلوته اليومية . و لما كبرت أبونا اداني كتيب/نبذة اسمها ساعة مع الرب يسوع – بتشرح ازاي تقضي ساعة كل يوم مع ربنا بكل تركيز ففهمت كان بيعمل ايه . ابونا كان بيتملي من القعدة مع ربنا قبل ما يخدم و يتكلم عنه و ده سر قوة خدمته . و كمان اظن ان دا سر بصيرته في الارشاد . اولوياته واضحة و نابعة من ينبوع الحكمة . +
#اشجع_رجل_دين_في_مصر
فترة الثورة انتشر فيديو لابونا وهو بينتقد بقوة الأوضاع في الوقت ده وكان عنوان الفيديو اشجع رجل دين في مصر . الفكرة أن الفيديو ده مكانش حاجة منفصلة لأن أبونا طول عمره “حقاني” زي ما الانبا يوليوس قال في الجنازة . ابونا كان لا يهاب في الحق زي سيده. وحتى في الامور الروحية مفيش دلع و لا تمييع. الجميل ان كل دة كان بيعمله بوداعة تخليك عمرك ما تزعل منه.
+ #كاهن_مستنير
أبونا كان دائما عنده فكر مختلف و سابق عصره بمراحل . ويمكن ده خلي الشباب تتلم حواليه. مثلاً كنيسة الدمشيرية رغم صغرها كان عندها كاميرات و بث اونلاين قبل كنايس كتير اوي . ابونا برضه من اوائل الناس اللي عملت نهضة العدرا اونلاين لما كان في حظر ايام الثورة – قبل الكورونا بكتير . كمان ترميم الكنيسة و تجديدها باحدث الطرق العلمية . و طبعاً كان مستنير في ارشاداته الروحية من غير تعصب و لا تساهل .
+ #كاهن_حقيقي
كنت مرة باسأله ايه سر قداسة ابونا بيشوي كامل فقالي لأنه كان “حقيقي” (عكس fake) مش بيمثل و لا بيدعي . و ابونا كان كدة – كان عايش المسيح ببساطة و وضوح من غير اجندات خفية و لا اهداف تانية غير خلاص النفوس. أبونا كان كاهن “حقيقي” و عشان كدة ناس كتير شافت فيه المسيح و قربت منه .
+ #the_special_one
فيه كاهن حنين و في كاهن حكيم و في كاهن مسبح و في كاهن طقسي و في كاهن معلم و في كاهن مرشد و في كاهن متفتح و في ابونا يوحنا اللي بيجمع دة كله و دة اللي مخليه كاهن نادر تلاقيه . كلنا هنفتقد ابونا و كلامه و حضنه و ارشاده بس حبه و تعليمه و روحه الجميلة هتفضل معانا لحد ما “نروح السما معاه” زي ما كان دايماً بيقول . انا نفسي اولاده و احباءه يكتبوا في التعليقات مواقف او تعاليم لابونا علشان نقول مع الرسول : “”اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.” (عب 13: 7).” ربنا يدينا كلنا تعزية وينفعنا بصلواته عنا